المجلة | آيـــة |{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
هذه صورة وضيئة صادقة تبرز أهم الملامح المميزة للأنصار. {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم}. أي دار الهجرة. يثرب مدينة الرسول وقد تبوأها الأنصار قبل المهاجرين. كما تبوءوا الإيمان. وكأنه منزل لهم ودار. {يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا}. ولم يعرف تاريخ البشرية كله حادثا جماعيا كحادث استقبال الأنصار للمهاجرين. بهذا الحب الكريم. وبهذا البذل السخي. وبهذا التسابق إلى الإيواء واحتمال الأعباء. حتى ليروى أنه لم ينزل مهاجر في دار أنصاري إلا بقرعة. لأن عدد الراغبين في الإيواء المتزاحمين عليه أكثر من عدد المهاجرين! {ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا}. مما يناله المهاجرون من مقام مفضل في بعض المواضع، ومن مال يختصون به كهذا الفيء، فلا يجدون في أنفسهم شيئا من هذا. {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}. والإيثار على النفس مع الحاجة قيمة عليا. وقد بلغها الأنصار بما لم تشهد البشرية له نظيرا. {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} فهذا الشح. شح النفس هو المعوق عن كل خير. وما يمكن أن يصنع الخير شحيح يهم دائما أن يأخذ ولا يهم مرة أن يعطي. ومن يوق شح نفسه، فقد وقي هذا المعوق عن الخير، فانطلق إليه معطيا باذلا كريما. وهذا هو الفلاح في حقيقة معناه.

المزيد